وزارة التغير المناخي والبيئة تفتتح معرض الشرق الأوسط الزراعي

وزارة التغير المناخي والبيئة تفتتح معرض الشرق الأوسط الزراعي

  • الفعالية الرائدة تسلط الضوء على مدى يومين في مركز دبي التجاري العالمي على مساعي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحقيق الأمن الغذائي من خلال حلول تربية الأحياء المائية والتنوع الحيوي والزراعة الذكية والاستدامة
  • الوزارة تشير إلى دور التغيرات الجيوسياسية الأخيرة ومشكلات سلاسل الإمداد الناجمة عن أزمة كوفيد-19 في التأكيد على أهمية تحقيق الأمن الغذائي
  • الاستدامة أحد أبرز محاور النقاش خلال العروض التقديمية لأهم الجهات الفاعلة في القطاع الزراعي، بما في ذلك مشروع نيوم السعودي، مع مُشاركة من مؤسسة الكوكب المستدام (ساستينبل بلانيت) السويسرية التي تستعرض أحدث ابتكاراتها في هذا المجال

دبي، الإمارات العربية المتحدة؛ 26 أكتوبر 2022: أعلنت إنفورما كونكت، الجهة المنظمة لمعرض الشرق الأوسط الزراعي، عن انطلاق دورة هذا العام من المعرض الأكثر تطوراً في قطاع الزراعة في المنطقة رسمياً في مركز دبي التجاري العالمي بحضور سعادة محمد موسى الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي في وزارة التغير المناخي والبيئة، ومجموعة من كبار الشخصيات.

وألقى الأميري، في أعقاب الجولة الرسمية في أرض المعرض، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، الذي أقيم يومي 25-26 أكتوبر الجاري وتناول مواضيع متنوعة تشمل الاستدامة وتربية الأحياء المائية والتنوع الحيوي والزراعة الذكية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الأميري في كلمته الرئيسية: “سلّطت التغيّرات الجيوسياسية الأخيرة والتعقيدات التي فرضتها أزمة كوفيد-19 على سلاسل الإمداد العالمية، بالإضافة إلى تأثيرات التغير المناخي عالمياً على قدرات الزراعة والانتاج الغذائي، الضوء على الضرورة الملحّة لتحقيق الأمن الغذائي، لضمان حماية حياة الملايين حول العالم، وخفض معدلات الجوع ونقص الغذاء وانعدام الامن الغذائي الأخذة في الزيادة.”

وأوضح: “ضمان توافر الغذاء واستمرارية سلاسل التوريد كان وما يزال أولوية استراتيجية لدولة الإمارات، ويمثل تعزيز الأمن الغذائي أحد أهم ركائز الأجندات الوطنية للدولة، لذا نعمل على تحقيق هذه الأولوية عبر منظومة متكاملة من العمل تشمل إيجاد بيئة تشريعية مرنة داعمة لكافة الجهود المبذولة، وإطلاق باقة واسعة من البرامج والمبادرات والمشاريع التي تضمن تعزيز وزيادة قدرات الانتاج المحلي وزيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة والنظم المستدامة للإنتاج، وتشجيع ريادة الأعمال الشابة في كافة المجالات ذات العلاقة بالأمن الغذائي، بالإضافة إلى الاستكشاف الدائم للأسواق الجديدة وتعزيز التعاون معها بما يضمن استمرارية سلاسل التوريد، والتوسع في عمليات الاستثمار في الخارج”.

ولفت سعادته إلى أن كافة هذه الجهود ساهمت في تصدر دولة الإمارات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المؤشر العالمي للأمن الغذائي  2022 –  الصادر عن  “إيكونوميست إيمباكت”، مقارنة بالمرتبة الـ 3 على المؤشر للعام 2021، واستحواذها على المرتبة الـ 23 عالمياً متقدمة 12 مرتبة مقارنة بالعام الماضي.

وأشار سعادته إلى أن توظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة يمثل أحد أهم السبل لتعزيز الأمن الغذائي عبر زيادة قدرات الانتاج وتحقيق استدامته، لذا يمثل تنظيم وعقد المؤتمرات والمعارض المتخصصة فرصة هامة لاستعراض أهم وأحدث الحلول الابتكارية المتخصصة في القطاع وتعزيز فرص الاستفادة منها وتوظيفها بالشكل الأمثل. وأضاف سعادته: “يسرني أنّ أرى جدول أعمال غني بمواضيع حيوية تتناول تربية الأحياء المائية والبيئات المضبوطة والزراعة العمودية والدفيئات الزراعية”.

وتعاونت وزارة التغير المناخي والبيئة مع مصرف الإمارات للتنمية لتطوير خطة حلول مالية للشركات الزراعية الحديثة الصغيرة والمتوسطة والناشئة، لا سيما تلك القادرة على تعزيز مستويات التنافسية والمرونة الاقتصادية للدولة. وأوضح الأميري بأنّ إهدار الغذاء يُكلّف دولة الإمارات 3.5 مليار دولار أمريكي سنوياً، علماً أنّ خفض مستويات فاقد الغذاء يعزز من كفاءة استخدام الأراضي ويحسّن سُبل إدارة الموارد المائية، ما يلقي بظلاله الإيجابية على التغير المناخي ومستويات المعيشة والاستدامة على حد سواء.

كما تضمنت أجندة الفعالية عدداً من المحاضرات القيّمة التي ألقاها نخبة من أبرز خبراء القطاع على مدى يومين، بمن فيهم خوان كارلوس موتامايور، مدير قطاع الغذاء في نيوم؛ وبيير برون، مدير الزراعة والغذاء في نيوم؛ وهنري جوردن سميث، خبير الزراعة المعروف عالمياً والرئيس التنفيذي لشركة أجريتيكتشر. ومن جانبها، أدارت إريكا بارينتي، مديرة وحدة الزراعة كخدمة لدى شركة كالتيفيتد، سلسلة من الجلسات النقاشية حول موضوع الأعلاف الحيوانية وسُبل تقليل مسافة نقل المحاصيل الزراعية بالتعاون مع جابرييل زارافونيتيس، رئيس شركة فارم إني وير، الذي شارك الحضور مجموعة من أبرز التحليلات والرؤى المعمقة.

ومن ناحيته، قال برنت كروسبي، مدير معرض الشرق الأوسط الزراعي: “شهدنا خلال هذين اليومين سلسلة من الجلسات الرامية إلى جذب الشباب إلى الزراعة وقطاعات تربية الأحياء المائية، فضلاً عن الاحتفاء بدور المرأة في قطاع الزراعة. ونرحب هذا العام بانضمام نيوم إلينا باعتبارها شريك مستقبل الغذاء، حيث حظي الزوار بفرصة التعرف على رؤية قطاع الغذاء في نيوم ومبادراته المختلفة حول الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في إحداث تحول كبير في أنظمة الغذاء العالمية”.

وأضاف كروسبي: “كما نزيد من تركيزنا على قضية الاستدامة، وكُلّنا ثقة بأنّ مشاركة شركات رائدة مثل ساستينبل بلانيت ستمنح الزوار فرصة الاطلاع على أحدث الابتكارات التي تشهدها المنطقة وسائر أنحاء العالم في الوقت ذاته”.

وجمع معرض الشرق الأوسط الزراعي 2022 ما يزيد عن 4 آلاف خبير محلي وعالمي في دبي لاستعراض أحدث المنتجات والحلول الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الإنتاج الغذائي. وامتد المعرض ليومين بالتزامن مع ثلاث فعاليات رئيسية أخرى، بما فيها معرض تربية الأحياء المائية، ومعرض الشرق الأوسط الزراعي للمنتجات الطازجة، ومعرض الشرق الأوسط للبستنة، الفعالية التي أُطلقت مؤخراً والأولى من نوعها في مجال الزراعة العمودية في الشرق الأوسط، وشمل مساحة مخصصة للعرض وأجندة مؤتمر تتطرق إلى التحديات الخطيرة التي يواجهها القطاع نتيجة الطبيعة الجافة للأرض، إضافة إلى التقنيات والآليات التي تسهم في تطوير أساليب الزراعة في المنطقة.

وتُعد شركة ساستينبل بلانيت إحدى أبرز الجهات العارضة التي تُحفز مساعي الابتكار في مجال الإنتاج المستدام للأغذية، وتهدف إلى تطوير موارد غذائية مستدامة وصديقة للمناخ بالاعتماد على البروتينات النباتية مثل عدسيات الماء. وفي إطار حديثه أثناء المعرض، أشار سفين كوفمان، الرئيس التنفيذي لشركة ساستينبل بلانيت، إلى أنّ الوقت حان بالفعل لنبدأ البحث عن البدائل المبتكرة لضمان الأمن الغذائي المستقبلي، لا سيما في ضوء النمو السكاني المتسارع في العالم.

وقال: “سيصل عدد سكان العالم في عام 2050 إلى عشرة مليارات نسمة، ما يزيد من الاحتياجات الغذائية للعالم بأكثر من 50-70%. ويشكّل البروتين الحيواني حالياً المصدر الرئيسي للبروتينات، علماً أنّ أكثر من 90% من إجمالي العلف الحيواني يعتمد على فول الصويا، ما يُبرز الحاجة إلى زيادة إنتاج فول الصويا، وهي مهمة مستحيلة في ضوء عدم كفاية الأراضي الصالحة للزراعة”.

وتابع: “يؤثر الإنتاج الصناعي لفول الصويا، كما حال اللحوم، على الكوكب بشكل كبير. تُضاف إلى ذلك الآثار السلبية الناتجة عن الاستهلاك المفرط لفول الصويا على صحة الإنسان. ونعتمد في منتجاتنا بشكل كبير على عدسيات الماء، التي تزيد إنتاج البروتينات بمعدل 10-15 ضعف عن كل هكتار مقارنة بفول الصويا، فضلاً عن أنّها، وفي الظروف المثالية، لا تتطلب الأراضي الصالحة للزراعة وتتكاثر كُلّ 24 ساعة وتعتمد على المياه المُعاد تدويرها بنسبة 95%. كما تتسم العملية بالمُجمل بآثارها الإيجابية على المناخ، لا سيما وأنها تُنتج 300 كيلوجرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عن كُل هكتار يومياً”.

وشملت قائمة الجهات الراعية الرئيسية للمعرض أيضاً كُلّاً من الظاهرة، الشركة الرائدة عالمياً في مجال حلول الغذاء المبتكرة وسلاسل التوريد المُحسّنة ومقرها أبوظبي؛ وكالتيفيتد الكندية، شركة الوساطة المشهورة عالمياً في مجال تكنولوجيا الزراعة والتي تمتلك خبرات كبيرة في تكنولوجيا الزراعة الداخلية. وتناول المعرض والمؤتمر مجموعةً من المواضيع الرئيسية مثل أحدث الابتكارات والتقنيات، والزراعة في البيئات الخاضعة للرقابة، وعلم البذور، وفرص الاستثمار في المنطقة، وتأثير مراكز تقنيات الغذاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومستقبل الأمن الغذائي.

واستمرّت فعاليات معرض الشرق الأوسط الزراعي لغاية اليوم 26 أكتوبر في مركز دبي التجاري العالمي، حيث افتتح أبوابه مجاناً أمام جميع الخبراء في القطاع.

Share