تتأثر الرياضة الإماراتية بفقدان أحد ركائزه الرياضية البارزة، محمد ساك، الذي رحل عن عالمنا في صباح الإثنين الموافق 4/12/2023 بعد نصف قرن من العطاء والتفاني, يترك ساك وراءه إرثًا يعد دليلاً على تطور الرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة و بصمة تاريخية للأجيال القادمة.
في بدايات الاتحاد، جاء محمد ساك إلى الإمارات بعد إن كان بطلا قوميا في وطنه الأم السنغال، حيث كان لاعبًا ومدربًا مميزًا , حيث عمل كمدرب في الحرس الأميري ( بالقيادة العامة للقوات المسلحة) وأسس فريق ألعاب القوى في نادي الجزيرة وصنع اسلوباخاصا به لم يضاهيه أحد ، مؤسسًا بذالك علاقات ودية متينة مع قيادات أبوظبي ، وكان المدرب الأول للرعيل الأول من قيادات الدولة وفي عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة عليه وخدم مع المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس الأركان السابق وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل عندما كان ملازم أول في قيادة الدفاع الجوي ومعالي الفريق حموده بن علي الظاهري وزير الداخلية السابق رحمة عليه والمغفور له الشيخ أحمد بن مبارك بن محمد آل نهيان رحمة الله عليه والمغفور له الشيخ سلطان بن سرور الظاهري ولم يكن دوره مقتصرًا على التدريب فقط، بل شمل أيضًا دورًا مهمًا في تطوير قدرات الحكام الرياضيين في الدولة.
تأثر العديد من الشخصيات الرياضية البارزة بتوجيهات ونصائح ساك، بما في ذلك الشيخ راشد بن حمدان آل نهيان، رئيس هيئة طيران الرئاسة…والذي كان رئيسًا لنادي الجزيرة الرياضي الثقافي وهو أول من قام بعمل تكريم خاص له يليق به قبل رحيله حيث تدرب على وتتلمذ علي يد محمد ساك وكان معه أخيه اللواء الركن الشيخ سعيد بن حمدان آل نهيان رئيس قيادة القوات البحرية، ومعالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة ورئيس إتحاد سباق رياضات الهجن.. وحيث كانت تأثيراته تمتد أيضًا لتشمل العديد من الرياضيين المتميزين الذين أسسوا لأنفسهم أسماءًا ذهبية في عالم الرياضة.
محمد ساك ليس فقط مدربًا وشخصية رياضية، بل كان رائدًا في اكتشاف المواهب، حيث ساهم في اكتشاف العديد من الرياضيين البارعين، من أهمهم اللاعب الأسطورة راشد بطي البطل الإماراتي العالمي لسباقات القدرة والتحمل ولاعب نادي الجزيرة ومنتخب الإمارات لألعاب القوى ولاعب ومدرب منتخب شرطة أبوظبي وعضو اللجان الرياضية بالشرطة وعضو اتحاد الإمارات لألعاب القوى ورئيس اللجنة الفنية لبطولة آسيا هاف ماراثون 2023 والتي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وتحديدا في إمارة دبي والتي على اثرها حصل المنتخب الإماراتي لألعاب القوى المركز الثالث لهذه البطولة والتي شهدت مولد وموقعة الإنجاز الأول من نوعه للفرق
كما ساهم ساك بميلاد اللاعب محمد عامر صاحب ثاني ميدالية في تاريخ الإمارات لألعاب القوى في البطولة العربية ولاعب منتخب الإمارات ونادي الجزيرة الرياضي الثقافي السابق ومدرب بعض أندية الدولة لألعاب القوى ومدرب سابق لمنتخب شرطة أبوظبي
لم يترك محمد ساك لنا ذكريات رياضية فقط، بل أيضًا مثالًا حيًا على التفاني والإلهام. لن يُنسى، بل سيظل محفورًا في ذاكرتنا كشخصية استثنائية ورمز للتميز في عالم الرياضة.
سيترك رحيل محمد ساك فراغاَ كبيرًا في قلوب عشاق الرياضة والشخصيات الرياضية البارزة في الإمارات. الأمارات بفقدانها لرمزٍ رياضيٍ مميز تظل ذكراه حية في القلوب والذاكرة، مكرسًا إرثه الرياضي الذي سيظل خالدًا للأجيال القادمة. رحمك الله يا محمد ساك، ونسأل الله أن يلهم ذويك الصبر والسلوان.